دبي- حيان نيوف
شنّ كاتب إخواني سوري هجوما عنيفا على قيادة جماعة الإخوان المسلمين السورية متهما مراقبها المحامي علي صدر الدين البيانوني بتحويل الجماعة لـ"مزرعة خاصة".
وقال علي الأحمد إن قرار فصله مؤخرا من الجماعة، بعد 27 سنة من النشاط فيها، جاء بعد "كشفه لتبديد أموال الصدقات والزكاة وصرفها على دائرة من المقربين للمراقب العام وحرمان عائلات محتاجة منها"، ملمحا إلى أن درجة طاعة البيانوني وصلت حتى "التسبيح بحمده" من قبل المقربين إليه في الجماعة.
بيد أن المحامي علي صدر الدين البيانوني، المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا، قال إن "كلام علي الأحمد غير صحيح، ولن يناقشه في وسائل الاعلام لأنه موضوع تنظيمي داخلي".
وقال الكاتب الاسلامي علي الأحمد لـ"العربية.نت" إن القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، فاتح الراوي، اتصل به وأخبره بقرار فصله من الجماعة بعد 27 سنة من النشاط فيها، وقال له إن "الفصل جاء بسبب إفشائه لأسرار الجماعة وقيامه بالسب والشتم".
وأضاف "أبلغني الراوي أن أمامي فرصة شهر للاستئناف أمام "المحكمة العليا"، ولكن هذا غير قانوني لأنه وفق النظام الداخلي للإخوان لا يجوز فصل العضو أو إنزال أي عقوبة عليه قبل أن تتم مساءلته، ولكنهم قفزوا فوق كل هذه الخطوات ووصلوا للفصل النهائي، وأنا بدوري لن أستأنف، ولم تكن لدي أي مخالفات".
وأشار علي الأحمد إلى أن "ما أبلغه إياه الراوي من اسباب دعت لفصله غير صحيحة أبدا وإنما السبب الرئيسي هو مطالبته بتحقيق حول تبديد أموال الصدقات والزكاة التي تحدث عنها مؤخرا في أحدث حلقة من سلسلة انتقاده للمحسوبية في الجماعة"، مذكرا بأنه " قدم قبل ذلك طلبا للبيانوني من أجل التحقيق حول مسائل المحسوبية والمحاباة للأصحاب ولكن لم يسمح له بالوصول إلى مجلس الشورى أو المحكمة العليا في الجماعة ولم يتم الرد على طلبه أصلا".
وأوضح أنهم "يصرفون رواتب للمقربين بالجنيه الاسترليني، علما أنني عرضت أنا وغيري التفرغ للعمل فرفضوا لأن البيانوني ومن يحيط به لا يقبلون أي شخص ينتقد أخطاءهم".
وقال: بدلا من دفع هذه الرواتب للمقربين بالجنيه الاسترليني كان يجب أن يتم صرفها على عائلات أعضاء الإخوان المحتاجة الموجودة في اليمن والأردن.
وتحدث الأحمد عما أسماه "التجارة بأموال الجماعة"، موضحا أنه "في إطار التبديد وصرف رواتب للمقربين، ثمة مبلغ غير معروف إن كان مالا شخصيا أو عاما أخذه تاجر ليتاجر به وخسر، فذهبت الأموال، وطالبت بتحقيق لتحديد إن كانت هذه الأموال خاصة أو عامة حيث قيل إنها أموال للجماعة وتستخدم في التجارة".
وتأتي أموال الصدقات والزكاة لصندوق الجماعة من أعضائها بمن فيهم رجال الأعمال والتجار- كما يقول علي الأحمد.
واتهم علي الأحمد، 45 سنة، مراقب عام الجماعة بأنه "حول الجماعة إلى مزرعة خاصة يتصرف فيها كما يحلو له، وعندما انتقدته طردني من مزرعته"، قائلا " إن من حوله يسبحون بحمده ويطيعونه وهو يعامل من ينتقده على أنه عدو مبين".
وعن توقيت كلامه الآن، يقول: "أنا في الأردن منذ خرجت من سوريا وكان عمري 18 سنة، وعندما قدمت إلى لندن عام 2002 وحصل احتكاك مباشر معهم لاحظت وجود أخطاء كثيرة ومخالفات".
من جانبه، قال المحامي علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا لـ"العربية.نت" إن " قضية علي الأحمد تنظيمية لا نناقشها أمام وسائل الاعلام، وأي شخص يُفصل من حقه أن يطعن في ذلك أمام "المحكمة العليا".
وأضاف "لكم أن تنشروا ما تشاءون، ونحن نشدد على أن كلامه غير صحيح وقضيته تنظيمية وتم فصله لمخالفات تنظيمية"، دون أن يوضح هذه المخالفات، معتبرا أنها "قضايا داخلية تعالج داخل التنظيم".
No comments:
Post a Comment