Sunday, 18 March 2007

حول اعادةانتخاب المراقب العام

بسم الله الرحمن الرحيم

حول اعادة انتخاب البيانوني مراقبا عاما للاخوان السوريين

فقد تناول هذا الموضوع عدد من الكتاب المهتمين بالشان السوري وخاصة السيد حكم البابا واسماعيل الاحمد وكذلك الاخ الطاهر ابراهيم ، واحب هنا ان اتحدث عن جانب لم اراه واضحا في اي من كتاباتهم الا وهو اعطاء روح التجديد للحركه واعطائها زخما جديدا من خلال تغيير راس الهرم ليصار الى ضخ دماء جديده في الموقع الاهم في الجماعه .

اولا لا بد من الاشاره الى ذلك الانتخاب حق لاعضاء مجلس الشورى وواجب عليهم ولا بد ان من انتخبوه هو الاصلح بناء على القاعده المعروفه (لا تجتمع امتي على باطل ) ، ولكن تجدر الاشاره هنا الى الاخ عضو مجلس الشورى ليس حرا كامل الحريه في اختياره بسبب الظروف القاسيه التى يعيشها عدد كبير منهم في الهجره وما يعانوه من اوصاع حياتيه ومعيشيه تفرص عليهم نوعا من المقاربات والاختيارات ، بمعنى انهم ليسوا في الوضع الطبيعي بين اهلهم وفي وطنهم يعيشون حياة طبيعيه تامه وانما محكومون لظروف وطن المهجر الذي يعيشون فيه وما يمليه عليهم ، ولكن وبما ان الكتاب الثلاثه ادلو بدلوهم فلا باس من التعليق على الموضوع من زاوية اخرى ، وبما ان لكل انسان الحق في ان يعبر عن رايه مستفيدا من التقنيات الحديثه في تداول الاراء .

انا اوافق ما جاء في مقال حكم ابابا من حيث ان اعادة انتخاب البيانوني للمره الثالثه له ضرر اكثر مما له من منافع من عدة وجوه : اولا لان ذلك بحاجه الى تغيير في اللوائح والانظمه المعمول بها ولان كل المراقيبن العامين السابقين لم يتم انتخابهم لاكثر من دورتين متتاليتين ، وعندما يتم تغيير ماده في النظام الداخلي للاخوان من اجل التمديد لفلان او علان نكون قد قمنا بما فعله مجلس الشعب السوري تماما عند تنصيب بشار الاسد وهو الامر الذي انتقده البيانوني في اكثر من مناسبه فلماذا ننهى عن فعل ثم ناتي بمثله ؟

ثانيا وكما قال الاخ الطاهر ابراهيم والسيد اسماعيل الاحمد فان الاخ البيانوني ليس ذلك الشخص الفريد من نوعه والذي لا يمكن ان تمشي امور الجماعه بدونه ، فلماذا نضطر الى كل ذلك العنت والتغيير ونتعرص لانتقاد الاخرين من اجله ؟الم يكن من الافضل تجنبا لكل ذلك ان يصار الى اختيار غيره من الاخوه الاكفاء وما اكثرهم فنجدد في الاسلوب والعقليه التى تسير الامور وربما كان في ذلك الخير الاكبر ؟

ثالثا وكما قال الاخ الطاهر ابراهيم فان الامر لدى الاخوان تكليف لا تشريف ، وامكانيات الجماعه قليله وظروف عملها صعبة في غربة وهجرة قاسيتين ، وبماان الاخ البيانوني اكد اكثر من مره ان لا يريد الاستمرار فلماذا هذا الاحراج؟ لماذا لا ننقل هذا الحمل الثقيل فعلا الى غيره ونتركه يستريح منه ؟

رابعا وبتجرد كامل فلم يكن للاخ البيانوني ذلك الانجاز العظيم الباهر الذي يمكن ان يشار اليه بالبنان ، حيث لم يستطع خلال كل تلك السنين من احداث اي خرق كبير في الموازنه القائمه مع النظام او يلغي مثلا قانون الاعدام ضد الاخوان ، او استطاع حل مشكلة الاخوان في العراق الماساويه او استطاع استحداث قناة فضائيه تنطق باسم الاخوان السوريين مثلا ، بالرغم من انه فاق الجميع في محاولات التصالح مع النظام وطي صفحة الماضي (والتعالي على الجرح ) وبقى رهين سياسات اثبتت عدم جدواها مع النظام ، ثم قفز فجاة من موقف المترامي على النظام الى حلف مثير للجدل على اكثر من صعيد مع عبد الحليم خدام ، وكان في كل مواقفه متاثرا بالحدث لا صانعا له وكانت معظم مواقفه ردود افعال وليس افعال مدروسه وواضحه ، واكثر من ذلك فهناك اخطاء ليست بالقليه على الصعيد الداخلي لا مجال لذكرها هنا ، وهو ايضا ربما يكون معذورا في ذلك لان ما يملكه من اوراق قليل جدا ، ولكن ما اقصده ان ما قام به ليس ذلك الشيء الباهر العبقري الذي يجعل من التمسك به امرا مبررا، وهنا يمكن الاشاره الى الارباك الذي احدثه قبل شهرين عندما صرح لاحدى وسائل الاعلام كلاما يمكن تاويله باكثر من شكل حول الصلح مه اليهود تم تفسيره بشكل ما مما اضطره للتحدث للجزيره محاولا نفي ما تم الحاقه في تصريحه .

ما اريد ان اقوله هو : لو تم انتخاب غير الاخ البيانوني مراقبا عاما لخرجت الجماعه بوجه اكثر اشراقا من تلك الدوره لمجلس الشورى ولكان تكرر مثال عبد الرحمن سوار الذهب الذي ذكره السيد حكم البابا ، ولكن ارجو من الله تعالى ان يكون رايي وراي البابا على خطأ وان يكون اجتماع كلمة اعضاء مجلس الشورى على حق كما عهدناهم اوفياء لامتهم ولدينهم ولدعوتهم التى بذلت الدماء الذكية على ارض سوريه الطاهره وان يعين الاخ البيانوني على اعادة النظر في كثير من الاساليب والاخطاء التى حصلت خلال الفتره الماضيه وان يعمل على تصحيها ، وبالله التوفيق .

علي الاحمد لندن

No comments: