سيد الشهداء حمزه
ظل مشايخنا الكرام يعلمونا ان سيد الشهداء حمزه بن عبد المطلب، ويعادله في ذلك الشرف رجل من المسلمين قام الى سلطان جائر فامره ونهاه (للسلطان ) فغضب السلطان المتوحش منه فامر بقتله ، ولكن اليوم تبين لنا من مسلك بعض المشايخ الاخوان السوريين منهم حصرا ان ذلك السلطان الجائر اذا كان بعثيا او قوميا او ناصريا فلا باس من ان تقف في وجهه وتقاومه ، اما كان ذلك السلطان يخصهم او ياتمر بامرهم او يمثل نفوذهم ، فلا يجوز ان تقف في وجهه ولا ان تامره وتنهاه ولا ان تتفوه بكلمة صغيره ضده لانه يمثل مصالحهم وكروشهم ولحاهم العفنه .
السلطان الجائر الذي يحموه ويدافعو عنه اذا كان منهم وفيهم يمثل ارادتهم ، اما كان يخالفهم فلاباس ان يثوروا في وجهه ويقاوموه ويعتبروا ذلك اكبر الجهاد في سبيل الله ويحضوا الناس عليه ، ولكنهم لا يقدموا اولادهم لذلك الجهاد بل يطلبون من الشباب المؤمن المتحمس ان يفعل ذلك بينما هم – بعض المشايخ الاخوان السوريين – يبعثون بابنائهم للدراسه وطلب العلم في معاهد وجامعات اوربه وامريكا .
وقد قال لي احد الاخوه صادقا انه في الثمانينات بينما كان البيانوني يدرس عن الجهاد ويحض عليه ويعلم الشباب الاقدام والبذل في سبيل الله ، وعندها ساله احد الحاضرين : شيخي اين ابنك انس لماذا لا نراه معنا في ساحات الجهاد ، فاجابه ذلك الشيخ الجليل – البيانوني- ان ابني في فرنسه يتزوج وعنده حفله بعد كم يوم وقد احرجنا عمه ورفض الا ان يعمل له حفله رنانه حلبيه في باريس ، وعندها تذكر ذلك الاخ القصة المعروفه عن الشيخ الذي كان يدرس عن البذل والكرم والعطاء فقام ابنه بعد الدرس واخذ صينية كبه ساخنه واعطاها للجيران الفقراء وعندما علم االشيخ الجليل بذلك نهر ابنه وقال له : يا بني اني لم اكن اتحدث عن كبتنا نحن ولكن عن كبة غيرنا .
لماذا لا ينظر اولئك المشايخ الى حماس والدرس العملي الذي علمته للناس في تقديم ابنائها للموت والقتال ، وكيف يعيش قائدها عيش الكفاف والفقر بين ابناء غزه يجوع معهم ويقف علىالحواجز معهم ، ويعاني مثل معاناتهم او اشد ، ويحقق النصر تلو النصر بينما اصحاب الكروش السوريين من فشل الى فشل ومن خزي الى خزي ؟ لماذا يعيش البيانوني في لندن ولا يعيش بين اخوانه الفقراء البسطاء في اليمن ؟ او السودان يحس بالمهم ويشعر بمعاناتهم ، وعنده في لندن ممثلين اكفاء ومتمكنين وامناء مختارين من ابناء بلده رباهم على يديه وعلمهم فنون الخداع والمكر والدسيسه واللؤم ؟ اليس اقرب لله وللتقوى ان يوفر قسط بيته في لندن للفقراء المعوزين من السوريين الذين يرمي لهم بالفتات ؟
ولقائل ان يقول لماذا هذا الكلام الان بالذات ، لماذا لم تقله من قبل ، والجواب انه عندما علمت باليقين الكذب والغش والدجل ولمسته باليد ورايته بالعين ، كنت اسمع الكثير من قبيل ذلك ولم اكن اصدقه ، وفي ذاكرتي صور للعديد من الاخوه الذين غضبوا وثاروا وتركوا الجماعه منذ فترة طويله ، او اجبروا على تركها فصلا وظلما وطواهم النسيان والصمت ولم يكن لهم القدرة حتى على الشكوى او الصراخ ، اما انا اليوم فاستطيع ان اقول بصوت عال مسموع واشرح الكذب والغش والدجل الذي عرفته ورايته ولمسته من هؤلاء الدجالين عليهم من الله ما يستحقون .
ان المشايخ الاخوان السوريين الذين يؤمنون الدعم والتاييد للبيانوني في مواقفه المخزيه سينالهم غضب الله وعقابه في الدنيا قبل الاخره لانهم فرطوا وضيعوا ومالؤوا المستبد وساعدوه في ظلمه ، وقدموا اسؤا المثل للشيخ عندما يحمي صاحب السلطة الظالم ، صحيح ان الحالة هنا محدوده وبسيطه نظرا للامكانات التى يملكها المستبد ، ولكن الخطوره في المبدأ لان هؤلاء المشايخ لو تصرفوا بنفس الطريقه مع البيانوني لو كان عنده سجون وتعذيب وقدره ماليه ، لو تصرفوا بنفس الطريقه وهو اقوى من ذلك واقدر فسيكون الامر كارثة حقيقيه ، ولكنهم الان وهو ضعيف وبسيط يقفوا معه على الباطل ، ان ذلك اسؤا شيء يمكن ان نتخيله في حياتنا ان يقف علماء السوء بجانب الحاكم المستبد ويؤمنون له الدعم والتاييد ، وقد قيل : يا رجال الدين يا ملح البلد من يفسد الملح اذا الملح فسد ؟
علي الاحمد
No comments:
Post a Comment