حركة العداله والبناء .... بعد عام على ولادتها
مر عام كامل على التاسيس الرسمي لحركة العداله والبناء السوريه ، و عامين منذ ان بدأت فكرتها بالتبلور والنشوء في صفوف عدد من الناشطين السوريين من داخل وخارج سوريه وعدد من ابناء الجاليه السوريه المقيمين في بريطانيه . ولاني كنت من احد الذين رافقوا وشاركوا في ظهور تلك الحركه الى عالم الوجود ، لذلك ازعم باني املك بعض الحق في المتابعه والتعليق وابداء نوع من التقييم والمراجعه لمسيرتها وهي ما تزال تحبو في اول ايام عامها الثاني وتستعد لتبدأ اول خطواتها اذا ما استعرنا من مراحل تطور الوليد من الحبو الى الوقوف ثم المشي . وفي البدايه اود الاشاره الى اني عندما وافقت ان اساهم في جهود التاسيس ، فقد طلبت منهم سلفا وفي اول لقاء ان ذلك لا يتعارض من كوني عضوا في جماعة الاخوان السوريين ، وقد وافقوا على ذلك وعندما تم الاعلان وصارت الحركه امرا واقعا وكان تجاوب قيادة الاخوان معها في البدايه ببرود تام او قل عداء مخفي ، بعد ذلك وعندما طلبت مني قيادة الاخوان ان اختار بين العداله والبناء او الاخوان فاني اخترت البقاء مع الاخوان الذين امضيت بينهم عشرات السنين في حب واخاء قبل ان انتقل الى هنا في بريطانيه واواجه صنفا اخر من الاخوان غير الذين اعرف طيبهم وبساطتهم وحبهم وتعاونهم ، وربما كان ذلك التخيير الذي طلبوه مني كان مقدمة خجوله للفصل الذي جاء لاحقا بشكل جائر واسلوب لا يقبله احد حتى من الاعداء .
لا بد من الاعتراف بدايه ان هناك خلاف في وجهات النظر حول اسباب ودواعي نشوء تلك الحركه في بريطانيه بالذات ، على الاقل بيني وبين الاخوه الاخرين الذين شاركوا في تاسيسها ، حيث ان رايهم في الامر يقول بان نشوء الحركه انما كان استجابة لحاجات الواقع السوري المعارض الذي يفتقر لحركة من الشباب الواعي النشيط الذي يعطي دفعا جديدا للخمول واليأس الحاصل في اوساط المعارضين السوريين ، وكان الاصل ان الاعلان عنها سيكون من دمشق ولكن بروز موضوع انشقاق السيد عبد الحليم خدام في نفس الوقت ، جعل الاوضاع في سوريه الملتهبه اصلا ضد اي معارض ، جعلها تكون شبه مستحيله مما دفع لاعلانها من الخارج . ولكن وجهة نظري الخاصه تقول ان اهم اسباب نشوءها كان التقصير والاهمال الحاصل في بريطانيه من قبل القائمين على العمل الاجتماعي والسياسي للسوريين الاسلاميين في بريطانيه ، مما دفع بعدد من الاخوه الذين يحسون بالحاجه والرغبه والقدره على العمل في جو تام من الحريه المتاحه في بريطانيه التى يتمناها غيرهم من السوريين في بقاع الارض ، وهذا هو اهم العوامل التى تقيد وتربك اي معارض سوري في الخارج (نقص الحريه ) وخاصة في الدول العربيه حيث يمنع من ممارسة اي نشاط سياسي معارض للنظام السوري ، والتواصل السهل والمريح مع وسائل الاعلام وخاصة الصحف والفضائيات ، والتحلل النسبي من ضغط الوضع المادي الذي يطحن الكثير من السوريين الاخرين الذين يركضون وراء لقمة العيش مما يجبرهم على التخلي عن واجباتهم تجاه وطنهم وامتهم . كل تلك العوامل منحت العداله والبناء ارضيه سهله ومريحه لبدء نشاطهم في بريطانيه ، مستفيدين كما قلت سلفا من خمول وشبه توقف لاي نشاط عام يشمل جميع السوريين الاسلاميين تقوم به جماعة الاخوان التى يقيم مراقبها العام في لندن منذ عدة سنين .
هنا ومع اندماج هذين العاملين اذا صح التعبير : الاهمال والحاجه ، نضجت اسباب الولاده وبعد جهود ليست بالقليله تم الاعلان عنها في لندن العام الماضي بحضور عدد من المهتمين بالشان السوري ، وهنا لا بد من الاشاره الا ان اي انشاء اي كيان جديد ليس بالامر السهل ولا بد من ان تكتنفه الشكوك او التردد او الخوف من الفشل ولكن تم تخطي كل ذلك وتم الاعلان .
الان وبعد مرور عام كامل حافل بالنشاط والعمل من قبل اولئك الشباب الذين لا ينقصهم الحماس والامل ، وبجرد بسيط لما تم تحقيقه من نشاطات مختلفه على اكثر من صعيد لا بد من تساءل مشروع هل كان تاسيس تلك الحركه خطا ؟ هل كانت اضافة غير مطلوبه لعدد الحركات المعارضه في الخارج والداخل التي تقف جميعها شبه عاجزه عن انجاز اي اختراق نوعي للواقع السوري المعاصر ؟ هل كانت تلك الجهود عبث لا طائل من ورائه ؟
في رايي ان ذلك لم يكن خطأ على الاطلاق ولو لم تكن تلك الحركه موجوده اليوم لكان كل ما انجزته خلال عام في العدم وفي عالم الغيب ، وحتى اذا افترضنا ان هناك قصور او بطء في بعض الجوانب ، فان ذلك لا يمنع ان تستمر الحركه في عملها ونشاطها ، لانه لا يوجد شيء يولد ومعه كل عوامل القوه والعطاء وانما يتم اكتساب ذلك مع الوقت والصبر والمثابره . المهم ان الا يبقى احد ينتظر من الاخرين ان يدفعوه ويجروه للعمل جرا ، المهم ان يكون هناك من يحمل المبادره والفكره والقدره على التطبيق ، المهم ان نتخلى عن الكسل والتواكل الذي يحيط بالمئات من السوريين الاخرين في شتى بقاع الارض .
لقد حققت الحركه وجودا متميزاا في وسائل الاعلام ومن خلال موقعها على الانترنت ، وحازت بسرعه على عضوية اعلان دمشق للتغيير اليموقراطي ، واسست بداية اتصال مع البرلمان الاوربي لايصال وشرح وجهات النظر السوريه المعارضه الى ابعد مدى يمكن ان تصله ، وتعاملت بايجابيه مع موضوع العائلات السوريه في العراق ، وتمتلك صلات قويه بالواقع السوري من الداخل ، والقوى الفاعله في الخارج ، وشاركت في اكثر من اعتصام امام السفاره السوريه ، واقامت ندوه عن المهجرين السوريين ، وغير ذلك ، وكل ذلك تحقق في عام واحد وليس ذلك بالامر اليسير او القليل .
كان المطلوب من قيادة الاخوان في بريطانيه وخاصة المراقب العام ان يفتح قلبه وعقله ويديه للحركة الوليده ، لانها تعوض شيئا كبيرا من القصور هنا في بلد ياتيه الناس من كل بقاع العالم للاستفاده من المناخ المنفتح للعمل ، ولانها تقول وتعلن ان برنامجها واهدافها قريبه جدا من اهدافه وتطلعاته من اجل سوريه حره ، وتقول انها تعتمد الخلفية الاسلاميه في عملها ، فما هو المانع من ان يتعاون معها ؟ وما هو الداعي ان يعاديها ؟
وختاما اود الاشاره الى الاشكال الذي ظهر قبل شهرين عندما اصدرت حركةالعداله والبناء بيانا لنفي ما جاء في المقابله التى بثتها قناة العربيه فيما يتعلق باسباب فصلي من الاخوان السوريين وما جاء في المقابله حول الحركه ، وهنا اقول بصراحه تامه انهم جانبو الاسلوب الامثل في مثل تلك الحالات وكان الاحسن والاجدر ان يتم نوع من التشاور قبل الاعلان لاني لم اكن في يوم من الايام بعيدا عنهم ولم اتخلى ابدا عن التعاون معهم في اي نشاط عام ، لذلك كان مستغربا ومستهجنا جدا ان يصدر مثل ذلك البيان واكون انا مقصودا به واكون اخر من يعلم به ، ما هكذا يكون الوفاء لمن لم يبخل معهم في شيء ، ولكن ربما، وكما يقال التمس لاخيك عذرا، وليس مطلوبا منهم الا يقعوا في اي خطأ ، الخطأ ليس عيب ابدا، ولكن كل العيب هو الاصرار عليه وعدم امتلاك شجاعة الاعتذار عنه ، لاننا في النهايه بشر والكل يخطأ وخير الخطائين التوابون ، ولست هنا بموقع من يطالب باي شيء ولكن لا بد من التبيين والمصارحه لان اي عمل عام يقوم على التدليس والمراوغه والتعامل بوجهين ، لا بد ان تكون نهايته الفشل ، يجب ان نتحلى جميعا بروح المصارحه والشجاعه في النقد وعدم الخوف من كلمة الحق ، لاننا ببساطه تركنا بلدنا بسبب عدم قبولنا بالخطأ والظلم ودفعنا من اجل ذلك ابهظ الاثمان ، فهل نقبل به ونحن في بلاد الغربه بحجة ان من يخطأ هو من المقربين منا ؟
واخيرا اتمنى لهم الخير والتوفيق فيما يقومون به والى المزيد وكلنا يد واحده في سبيل خير وسعادو ومستقبل وطننا الحبيب سوريه .
No comments:
Post a Comment